انتقل إلى المحتوى

إعراب الأفعال

من ويكي الجامعة, مركز التعليم الحر

الفعل ثلاثة أنواع أو أزمان: ماض وأمر ومضارع، فالماضي والأمر مبنيان، وأما المُعَرَب من الأفعال فهو المضارع إذا لم يتصل بنون الإناث ولا بنون التوكيد المباشرة له ، وأن الفعل يدخله من أنواع الإعراب ثلاثة: الرفع والنصب والجزم إذا كان عُِلم ذلك فالإعراب خاص بالمضارع وهو مرفوع أبداً حتى يدخل عليه ناصب فينصبه أو جازم فيجزمه نحو: {إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ} (5) سورة الفاتحة؛ و النواصب قسمان: قسم ينصب بأن مضمرة بعده. فالأول: أربعة: أحدها: أن وإن لم تسبق بعلم ولا ظن نحو: {يُرِيدُ اللّهُ أَن يُخَفِّفَ عَنكُمْ } (28) سورة النساء؛ { وَأَن تَصُومُواْ خَيْرٌ } (184) سورة البقرة؛ فإن سبقت بِعَلِم نحو { عَلِمَ أَن سَيَكُونُ مِنكُم } (20) سورة المزمل ؛ فهي مخففة من الثقيلة واسمها ضمير الشأن محذوف، والفعل مرفوع وهو وفاعله كما تقدم في باب النواسخ، فإن سبقت بظن فوجهان نحو: {وَحَسِبُواْ أَلاَّ تَكُونَ فِتْنَةٌ } (71) سورة المائدة وقرئ السبعة بالنصب والرفع؛ والثاني لن نحو: { لَن نَّبْرَحَ عَلَيْهِ عَاكِفِينَ } (91) سورة طـه؛ والثالث كي المصدرية المسبوقة باللام لفظاً نحو: {لِكَيْلَا تَأْسَوْا } (23) سورة الحديد؛ أوتقديرا نحو: جئت كي تكرمني، فإن لم تقد اللام فكي جارة والفعل منصوب بأن مضمرة بعدها وجوباً؛ والرابع: إذن إن صدرت في أول الكلام، وكان الفعل بعدها مستقبلاً ومتصلاً بها أو منفصلاً عنها بالقسم أو بلا النافية نحو:إذن أكرمك، وإذاً والله أكرمك، وإذاً لا أجيئك، جوابا لمن قال أنا آتيك وتسمى جواب وجزاء. والثاني ما ينصب المضارع بإضمار أن بعدها وهو قسمان: ما يضمر أن بعده جوازاً ، وما يضمر بعده وجوباً ؛ فالأول خمسة وهي: لام كي نحو: { وَأُمِرْنَا لِنُسْلِمَ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ} (71) سورة الأنعام؛ والواو والفاء وثم وأو العاطفات على اسم خاص، أي: ليس في تأويل الفعل نحو قوله:
«ولبس عباءة و تقر عيني - أَحب إلي من لبس الشفوف»

وقوله:
«لولا توقع معتر فأرضيه - ما كنت أوثر أترباً على ترب»
«إني وقتلي سلكا ثم أعقله كالثور يُضرب لما عافت البقر»

وقوله تعالى: { أَوْ يُرْسِلَ رَسُولًا } (51) سورة الشورى؛ والثاني وهو ما تضمر أن بعده وجوباً ستة: كي الجارة كما تقدم لام الجحود نحو: {وَمَا كَانَ اللّهُ لِيُعَذِّبَهُمْ } (33) سورة الأنفال؛ وحتى إن كان الفعل بعدها مستقبلا نحو: { حَتَّى يَرْجِعَ إِلَيْنَا مُوسَى } (91) سورة طـه؛ وأو بمعنى إلى أو بمعنى إلاَّ كقوله:
«لأستسهلن الصعب أو أدرك المنى - فما انقادت الآمال إلا لصابر»

وقوله:
«وكنت إذا غمزت قناة قوم كسرت كعوبها أو تستقيما»

وفاء السببية و واو المعية مسبوقين بنفي محض أو طلب بالفعل نحو: { لَا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا } (36) سورة فاطر؛ { وَيَعْلَمَ الصَّابِرِينَ} (142) سورة آل عمران، { وَلَا تَطْغَوْا فِيهِ فَيَحِلَّ عَلَيْكُمْ غَضَبِي } (81) سورة طـه؛ «لا تأكل السمك وتشربَ اللبن» والجوازم ثمانية عشرة، وهي نوعان: جازم لفعل واحد ، وجازم لفعلين، فالأول سبعة وهي: لم، نحو: {لَمْ يَلِدْ وَلَمْ يُولَدْ (3) وَلَمْ يَكُن لَّهُ كُفُوًا أَحَدٌ (4)} سورة الإخلاص؛ ولما، نحو: {كَلَّا لَمَّا يَقْضِ مَا أَمَرَهُ} (23) سورة عبس، ألم، نحو: {أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ} (1) سورة الشرح، وأما، كقوله: «على حين عاتبت المشيب على الصبا - فقلت أما أصح والشيب وازع» ولام الأمر والدعاء نحو: {لِيُنفِقْ ذُو سَعَةٍ مِّن سَعَتِهِ } (7) سورة الطلاق؛ { لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ } (77) سورة الزخرف؛ و لا الناهية وللدعاء نحو: { لاَ تَحْزَنْ } (40) سورة التوبة؛ { لاَ تُؤَاخِذْنَا } (286) سورة البقرة؛ والطلب إذا سقطت الفاء من المضارع بعده وقصد به الجزاء نحو: {قُلْ تَعَالَوْاْ أَتْلُ } (151) سورة الأنعام؛ وقوله: «قفا نبك من ذكرى حبيب ومنزل بسقط اللوى بين الدخول فحومل» والثاني وهو ما يجزم فعلين أحد عشر وهو إن نحو: {إِن يَشَأْ يُذْهِبْكُمْ } (133) سورة النساء؛ وما نحو: { وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ } (197) سورة البقرة؛ ومن نحو: { مَن يَعْمَلْ سُوءًا يُجْزَ بِهِ } (123) سورة النساء؛ ومهما كقوله:
«أغرك مني ان حبك قاتلي - وأنك مهما تأمري القلب يفعل»

وإذما نحو: إذما تقم أقم؛ وأي نحو: { أَيًّا مَّا تَدْعُواْ فَلَهُ الأَسْمَاء الْحُسْنَى } (110) سورة الإسراء؛ و متى كقوله:
«أنا ابن جلا وطلاع الثنايا - متى أضع العمامة تعرفوني»

أيان كقوله:
«إذا النعجة الغراء كانت بقفرة - فأيان ما تعدل به الريح تنزل»

وأين نحو: {أَيْنَمَا تَكُونُواْ يُدْرِككُّمُ الْمَوْتُ } (78) سورة النساء؛ وأنى كقوله:
«فأصبحت أنى تأتها تستجر بها - تجد حطبا جزلا وناراً تاججا»

وحيثما كقوله:
«حيثما تستقم يقدر لك الله - نجاحاً في غابر الأزمان»

وهذه الأدوات الإحدى عشرة كلها أسماء إلا إن و إذما فإنهما حرفان، ويسمى الأول شرطاً، ويسمى الثاني جواباً. وإذا لم يصلح الجواب أن يجعل شرطاً وجب اقترانه بالفاء نحو: { وَإِن يَمْسَسْكَ بِخَيْرٍ فَهُوَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدُيرٌ} (17) سورة الأنعام؛ {قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللّهَ فَاتَّبِعُونِي } (31) سورة آل عمران؛ {وَمَا يَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ فَلَن يُكْفَرُوْهُ } (115) سورة آل عمران؛ أو بإذا الفجائية نحو: { وَإِن تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ بِمَا قَدَّمَتْ أَيْدِيهِمْ إِذَا هُمْ يَقْنَطُونَ} (36) سورة الروم؛ وذكر صاحب الأجرومية في الجوازم كيفما نحو: كيفما تفعل أفعل؛ والجزم بها مذهب كوفي ولم نقف لها على شاهد من كلام العرب، وقد يجزم بإذا في ضرورة الشعر كقوله: «استغن ما أغناك ربك بالغنى - وإذا تصبك خصاصة فتجمل»

المراجع

[عدل]
  • كتاب متممة الأجرومية لأبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الحطاب الرُّعيني.