انتقل إلى المحتوى

تصنيف:علم العروض و القوافي

من ويكي الجامعة, مركز التعليم الحر

كان الخليل بن أحمد الفراهيديُّ أوَّل من ألَّف كتابا في إيقاع الشعر العربيِّ، لكنَّ النظريَّـة التي خرج بها على الناس بلغت من العسر والتعقيد ما حَـمَلَ عميد الأدب العربيِّ الدكتور طه حسين على أن يقول في رسالة وجَّهها إلى الآنسة مي: «... لن تستطيعي أن تقولي إنَّ العَـروض العربيَّ فنٌّ حديث أو ثقافة جديدة عبرت إلينا البحر؛ إنَّما هو فنٌّ عربيٌّ خالص قديم. ومع ذلك فالمثـقَّـفون منَّا يجهلونه، وأدباؤنا يجهلونه، وشعراؤنا يجهلونه، لا أكاد أستثني منهم إلَّا نفرًا يُحصَون. وإنَّك لتنظرين في دواوين الشعر فيؤذيك ما تَــرَين من جهل كثير منهم أصولَ العَـروض وقواعدَ القافية، واندفاعِهم إلى خلطٍ في ذلك يؤذي السمع والذوق معًا.»

    ولم يكن العلَّامة الدكتور إبراهيم أنيس رحمه الله أقلَّ من الدكتور طه حسين تبرُّما بعروض الخليل، وقد أعرب عن هذا التبرُّم في كتابه القـيِّم «موسيقى الشعر» فقال :«... وقد ظلَّ الناس يتدارسون قواعد الخليل ويتفهَّمونها حتَّى أيَّامنا هذه، لم يزد واحدٌ عليها حرفًا. ...  ولستُ أعلم عِلمًا من علوم العربـيَّـة قد اشتمل على عدد غريب من المصطلحات مثل ما اشتمل عليه العَروض على قلَّة أوزانه وتحدُّدها؛ فقد استخدم تلاميذ الخليل ألفاظا كثيرة قليلة الشيوع وأسبغوا عليها معنى اصطلاحـيًّا يحتاج دائما إلى شرح وتبيان. ... أمَّا أنواع الزِّحافات فكثيرة تُعيِـي الحافظة ... يجد الطالب في تحصيلها مشقَّة وعنتا يجعله ينسى أنَّه بصدد أمرٍ يمتُّ إلى فنٍّ جميل. ... من كلِّ هذا ترى أنَّ العَروض كما وصفه لنا القدماء قد لحق به شيء غير قليل من الصناعة، وأنَّ قواعده قد عُـقِّدت وأُسرِف في تعقيدها. فهل آن الأوان لعرضها عرضًا جديدًا سهلًا بعيدًا عن الصناعة ويمتُّ للشعر بصلة وثيقة قد يجعلها محـبَّـبةً إلى النفوس يسيرةَ التناول؟» 
    وفي أواخر القرن العشرين وأوائل القرن الحادي والعشرين عُني نفـرٌ من أساتذة الجامعات المتخصِّصين في علم اللسانـيَّات الحديث Structural Linguistics بدراسة العروض العربيِّ، فاجتهدوا في استنباط نظريَّـة جديدة تفي بشروطٍ أساسيَّـة ثلاثة هي الكفاية والسهولة والتعميم، معترفين في الوقت ذاته بأنَّ جهودهم ما كانت لتأتيَ أُكُلَها لولا فضلُ الخليل في جمع المادَّة الأوَّلـيَّـة primary data وشرحها وتبويبها.  ومن ثمار جهودهم في هذا المجال كتابٌ ألَّفه الدكتور زكي عبد الملك ونشره بعنوان Towards a New Theory of Arabic Prosody «نَحوَ نظريَّـة جديدة في العروض العربيِّ».  وللقارئ أن يطالع النصَّ الكامل لهذا الكتاب (مجانا) في الموقع التالي من شبكة الانترنت:  The Tajdid Online Forum for Facilitating Arabic Studies

هذا التصنيف لا يحتوي حالياً على أي صفحات أو ملفات.