الحديث الصحيح (شرح المنظومة البيقونية)
قول البيقوني في منظومته عن الحديث الصحيح[عدل]أولها (الصحيح) وهو ماأتصل....إسناده ولم يشذ أو يعل يرويه عدل ضابط عن مثله.... معتمد في ضبطه ونقله |
سلسلة الدروس[عدل]
|
أقسام الحديث بشكل عام
[عدل]قسم أهل فن علم الحديث أقسام الحديث من عدة أوجه وطرق وأعتبارات كالتالي:-
أقسام الحديث بإعتبار القبول والرد
[عدل]ينقسم علم الحديث بهذا الاعتبار إلى قسمين:-
- مقبول.
- مردود.
أقسام الحديث بإعتبار القبول
[عدل]ينقسم علم الحديث بإعتبار القبول إلى قسمين:-
- الحديث الصحيح.
- الحديث الحسن.
أقسام الحديث بإعتبار الطرق
[عدل]ينقسم علم الحديث بإعتبار الطرق التي وصل منها إلينا إلى ثلاثة أقسام:-
- حديث المتواتر.
- حديث الآحاد.
- حديث مشهور.
تعريف الحديث الصحيح
[عدل]الصحيح في اللغة: هو ضد المريض.
واصطلاحا: عرفه البيقوني في منظومته بقوله:
أولها (الصحيح) وهو ماأتصل...إسناده ولم يشذ أو يعل
يرويه عدل ضابط عن مثله... معتمد في ضبطه ونقله
ففي قوله (أولها الصحيح) بدأ المؤلف بذكر أقسام الحديث وبدأ بالحديث الصحيح لأنه أشرف أقسام الحديث، ثم عرَّفه فقال: "وهو ما اتصل إسناده" يعني ما رُوي بإسناد متصل بحيث يأخذه كل راوي عن من فوقه، فيقول مثلاً: حدثني الراوي رقم واحد "ولنجعلها بالأرقام" قال حدثني الراوي رقم اثنين، قال حدثني الراوي رقم ثلاثة، قال حدثني الراوي رقم أربعة، فهذا النوع يكون متصلاً، لأنه عبر بقوله حدثني فكل واحد أخذ عن من روى عنه.
أما إن قال حدثني الراوي رقم واحد عن الراوي رقم ثلاثة لم يكن الإسناد متصلاً، لأنه سقط منه الراوي رقم اثنين فيكون منقطعاً.
وقوله: "ولم يُشذَّ أو يُعَل" يعني يشترط أن لا يكون شاذًّا ولا معللاً.
والشاذُّ هو: الذي خالف فيه الثقة الثقات، إما في العدد، أو في الصدق، أو في العدالة.
قوله: "أو يُعَلَّ" معناه أي يُقدح فيه بعلة تمنع قبوله، فإذا وجدت في الحديث علة تمنع قبوله فليس الحديث بصحيح.
ومعنى العلة في الأصل هي: وصفٌ يوجب خروج البدن عن الاعتدال الطبيعي.
ولهذا يقال: فلانٌ فيه علة، يعني أنه عليل أي مريض، فالعلة مرض تمنع من سلامة البدن.
والعلة في الحديث معناها قريبة من هذا المعنى وهي: وصفٌ يوجب خروج الحديث عن القبول.
شروط الحديث الصحيح خمسة
[عدل]- فإشترط للحديث الصحيح خمسة شروط هي
اتصال السند.
السلامة من الشذوذ.
السلامة من العلة. أن يكون جميع رواته عدولاً. أن يكون كل راوي من رواته ضبطاً حافظاً نبيهاً يقظاً عند التحمل والأداء.
اتصال السند
[عدل]وهو أن يثبت بأن كل راوي أخذ الحديث سندًا ومتنًا مباشرة من شيخه الذي أعلى منه في الإسناد من دون واسطة بينهما بطريقة من طرق التحمل المعتمدة إلى أن ينتهي إلى النبي صلى الله عليه وسلم.
أقسام أحوال التحمل والتلقي
[عدل]أن يصرح بالسماع منه . ويكون ذلك بقول حدثني أو سمعت أن يثبت التقاء الراوي مع شيخه . ويكون ذلك بقال أو عن ولا يشترط التصريح بالسماع أن يكون معاصراً له دون شرط إثبات اللقاء أو شرط التصريح بالسماع.
وقد أشترط البخاري في صحيحه ملاقاة الراوي مع شيخه, ولم يشترط مسلم في صحيحه الالتقاء واكتفى بالمعاصرة لإثبات اتصال السند باعتبار أن العدل لا يكذب.
السلامة من الشذوذ
[عدل]السلامة ضد العلة أي سلامة المروي سنداً ومتناً.
من الشذوذ: الحديث الشاذ هو الحديث الذي ترجح وجود الخطأ فيه وفيه حالات كثيرة يصل منها الحديث إلى الشذوذ
حالات يصل فيها الحديث إلى الشذوذ
[عدل]أن يخالف فيه الثقة الثقات.
- أن يخالف فيه الثقة من هو أوثق منه.
- أن يخالف فيه المقبول من هو أولى منه في القبول .
- أن يتفرد الراوي بحديث ولم يكن أهلاً للتفرد به.
- أن يكون في متن الحديث ما يناقض ما عرف في الدين بالضرورة . كحديث (فينشئ الله لها أقواماً فيدخلهم النار) ومعلوم بأن الله لا يظلم أحداً.
الموقف من الحديث الشاذ
[عدل]محاولة الجمع بين الحديثين في حالة كان الشذوذ بين حديثين , فإذا أمكن الجمع فلا شذوذ ولا مخالفة.
السلامة من العلة
[عدل]يقصد بالعلة العلة القادحة وهي سبب غامض يكون في الحديث لا يعرف إلا بالتتبع ولا يكتشفه إلا الأئمة النقاد يقدح فيما ظاهرة السلامة من الحديث.
العلل القادحة في الحديث
[عدل]من العلل القادحة في الحديث مايلي :-
- القلب : فقد يحصل في الحديث إبدال كلمة بكلمة ربما تؤدي نفس المعنى أو غيرة.
- الإدراج : فقد يحصل إدراج كلمة في الحديث وبما لا تؤثر في المعنى أو قد تؤثر.
- الزيادات التي تعتري الأسانيد وهي صورة من صور الإدراج.
- دخول إسناد في إسناد آخر وهي صورة من صور الخلط.
أدلة وجود العلل في الحديث
[عدل]من الأدلة وجود العلل في الحديث مايلي:-
- الاضطراب : ظهور الحديث المضطرب يدل على وجود عله.
- التفرد : التفرد بالحديث من راوي يدل على وجود عله.
أن يكون جميع رواته عدولاً
[عدل]يختص هذا الشرط بالرواة للحديث وهو أن يكون عدل أي أن يستقيم الراوي في الظاهر على طاعة الله ورسوله, والاستقامة تكون بأن يتجنب الكبائر ويتقي في الغالب الصغائر. وقيل هو ملَكةٌ تحمله على ملازمة التقوى والمروة فلا يترك واجباً ولا يرتكب محرما, والمروءة أن يتخلق العدل بأجمل الأخلاق والآداب ولا يخرج عن الأعراف.
الإختلاف في عدالة الرواة
[عدل]اختلف الحفاظ والعلماء في عدل الرجال لاختلافهم في تأثير خمسة أمور في العدالة وهي :-
- فعل المباحات التي جرى العيب بها. (اعتبرها البخاري تقدح في العداله)
- وقوع الراوي في صغيرة من الصغائر.
- وقوع الراوي في معصية بتأويل منه و اجتهاد خاطئ في نظرنا.
- فعل البدعة التي لا يكفر صاحبها وأشترط له بعض العلماء شرطان :-
- أن لا يدعو إلى بدعته.
- أن لا يروي ما يوافق بدعته.
- وقوع الراوي في كبيرة ثم تاب منها وقد قسمها بعض العلماء إلى قسمين :-
- إن كانت الكبيرة كانت كذب على رسول الله تقبل التوبة ولا ترد عليه عدالته.
- إن كانت الكبيرة غير الكذب على رسول الله تقبل التوبة وترد عليه عدالته.
الموقف من اختلاف العلماء في عدالة راوي
[عدل]- يرجح قول الرجل الملازم له لأنه أعرف بحاله.
- يرجح ما كان مفسراً بأن يذكر من وصف بالعدالة السبب والعكس.
- إذا فسر الجميع سبب العدالة يتم التوقف عن حال الراوي وينظر في حال المُعَدل من حيث تشدده بأن يجرح بما لا يكون جرحاً أو يكون متساهلاً فيُعَدل من لا يستحق التعديل أو كان عادلاً فيرجح قول من كان عادلاً.
أن يكون كل راوي من رواته ضبطاً
[عدل]هو أن يكون الراوي متقناً أي حافظاً نبيهاً يقظاً عند التحمل والأداء, تام الضبط مبتعداً عن خوارم الضبط الخمسة.
خوارم الضبط
[عدل]خوارم الضبط خمس وهي :-
- الوهم.
- فحش الخلط.
- كثرة الغفلة والنسيان.
- المخالفة للثقات.
- سوء الحفظ.