استعاذة

من ويكي الجامعة, مركز التعليم الحر

معنى الاستعاذة[عدل]

معنى الاستعاذة في اللغة[عدل]

الاستعاذة لغة:الالتجاء والاعتصام والتحصُّن.[1]

معنى الاستعاذة في الاصطلاح[عدل]

معنى الاستعاذة اصطلاحًا: لفظ يحصل به الالتجاء إلى الله تعالى، والاعتصام والتحصن به من الشيطان الرجيم، وهي ليست من القرآن بالإجماع، ولفظها لفظ الخبر، ومعناه الإنشاء، أي: اللهم أعذني من الشيطان الرجيم [2]

صيغتها[عدل]

تتعدد صيغ الإستعاذة فمنها المشهور وغير المشهور وهي كالتالي :-

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم[عدل]

صيغة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" وهذه هي المشهورة والمختارة من حيث الرواية لجميع القراء العشرة دون غيرها من الصيغ الواردة فيها ودليلهم على هذه الصيغة قول الله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن فاستعذ بالله مِنَ الشيطان الرجيم) [النحل: 98] .

قال الحافظ أبو عمرو الداني في التيسير: "اعلم أن المستعمل عند الحذاق من أهل الأداء في لفظ الاستعاذة "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم" دون غيره وذلك لموافقة الكتاب والسنة.

  1. فأما الكتاب فقوله تعالى: {فَإِذَا قَرَأْتَ القرآن فاستعذ بالله مِنَ الشيطان الرجيم} [النحل: 98] .
  2. وأما السنة فما رواه نافع بن جبير بن مطعم عن أبيه عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، أنه استعاذ قبل القراءة بهذا اللفظ بعينه. "وبذلك قرأت وبه آخذ" انتهى بلفظه.

وكما أن هذا اللفظ هو المشهور والمأخوذ به عند عامة الفقهاء كالشافعي وأبي حنيفة وأحمد وغيرهم. وقد ادعى بعضهم الإجماع على هذا اللفظ بعينه وهو مردود بما جاء من تغيير في هذا اللفظ تارة بالزيادة عليه وتارة بالنقص عنه.

أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم[عدل]

إحدى صيغ الزيادة التي وردة عن أئمة القراء وأهل الأداء "أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم"

أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم[عدل]

إحدى صيغ الزيادة التي وردة عن أئمة القراء وأهل الأداء "أعوذ بالله العظيم من الشيطان الرجيم"

أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم[عدل]

إحدى صيغ الزيادة التي وردة عن أئمة القراء وأهل الأداء "أعوذ بالله من الشيطان الرجيم إن الله هو السميع العليم"

أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم[عدل]

إحدى صيغ الزيادة التي وردة عن أئمة القراء وأهل الأداء "أعوذ بالله العظيم السميع العليم من الشيطان الرجيم"

أعوذ بالله من الشيطان[عدل]

إحدى صيغ النقص التي وردة عن أئمة القراء وأهل الأداء وقيل هي صيغة النقص الوحيدة.

وأما النقص فقد قال الحافظ ابن الجزري في النشر لم يتعرض للتنبيه عليه أكثر أئمتنا وكلام الشاطبي رحمه الله يقتضي عدمه والصحيح جوازه لما ورد: فقد نص الحلواني في جامعه على جواز ذلك فقال وليس للاستعاذة حد ينتهى إليه من شاء زاد ومن شاء نقص أي بحسب الرواية. وفي سنن أبي داود من حديث جبير بن مطعم "أعوذ بالله من الشيطان" من غير ذكر الرجيم وكذا رواه غيره أهـ منه بلفظه.

قال العلامة المارغني "فإن قلت" حيث ورد في الكتاب والسنة لفظ أعوذ بالله من الشيطان كما تقدم فلم جوزوا غيره؟ "قلت" الآية لا تقتضي إلا طلب أن يستعيذ القارئ بالله من الشيطان لأن الأمر فيها وهو استعذ مطلق وجميع ألفاظ الاستعاذة بالنسبة إليه سواء فبأي لفظ استعاذ القارئ جاز وكان ممتثلاً والحديث ضعيف كما ذكره الأئمة ومع ذلك فالمختار أن يقال أعوذ بالله من الشيطان الرجيم لموافقة لفظ الآية وإن كان الأمر فيها مطلقاً ولورود الحديث به وإن لم يصح لاحتمال الصحة وإنما اختاروا أعوذ مع أن الآية تقتضي استعيذ لوروده في مواضع كثيرة من القرآن كقوله تعالى: {وَقُلْ رَّبِّ أَعُوذُ بِكَ مِنْ هَمَزَاتِ الشياطين} [المؤمنون: 97] الآية. {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الفلق} [الفلق: 1] . {قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس} [الناس: 1] ولوروده في عدة أحاديث .

حكمها[عدل]

اتفق العلماء على أن الاستعاذة مطلوبة ممن يريد القراءة، واختلفوا هل هي واجبة أو مندوبة؟

  • القول الأول :ذهب إليه جمهور من العلماء وأهل الأداء إلى أنها مندوبة عند ابتداء القراءة، وحملوا الأمر في قوله تعالى: (فَإِذَا قَرَأْتَ الْقُرْآنَ فَاسْتَعِذْ بِاللَّهِ مِنَ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ) [ سورة النحل، الآية: 98] على النَّدب بحيث لو تركها القارئ لا يكون آثمًا.
  • القول الثاني:ذهب إليه بعض العلماء إلى أنها واجبة عند ابتداء القراءة، وحملوا الأمر السابق على الوجوب، وعلى مذهبهم لو تركها القارئ يكون آثمًا.

فائدتـهـا[عدل]

تطهير الفم مما كان يتعاطاه من اللغو والرفث قبل الشروع في القراءة .

أحوال الاستعاذة[عدل]

حالات الجهر بالاستعاذة[عدل]

الجهر بالاستعاذة: يُستحب عند بدء القراءة في موضعين:

  1. إذا كان القارئ يقرأ جهرًا، وكان هناك من يستمع لقراءته.
  2. إذا كان القارئ وسط جماعة يقرءون القرآن، وكان هو المبتدئ بالقراءة.

حالات إخفاء الاستعاذة[عدل]

إخفاء الاستعاذة: فيُستحب في أربعة مواضع:

  1. إذا كان القارئ يقرأ سرًّا.
  2. إذا كان القارئ يقرأ جهرًا، وليس معه أحد يستمع لقراءته.
  3. إذا كان يقرأ في الصلاة سواء كان إمامًا أم مأمومًا أم منفردًا، ولا سيما إذا كانت الصلاة جهرية.
  4. إذا كان يقرأ وسط جماعة وليس هو المبتدئ بالقراءة.

أوجــه الاستــعــاذة[عدل]

الاستعــاذة مع أول الســورة[عدل]

ويجب في هذه الحالة الإتيـان بالبسمـلة .

  1. أوجـه الاستعاذة مع أول جميع السورة ماعدا سورة براءة:
    1. قطع الجميـع: أي الوقف على الاستعاذة ثم البسملة ثم الابتداء بأول السورة .
    2. قطـع الأول ووصـل الثـانـي بالثـالث : أي الوقف على الاستعاذة ثم وصـل البسملـة بأول السورة.
    3. وصـل الأول بالثـانـي وقطـع الثـالث : أي وصـل الاستعاذة بالبسملة والوقف عليها ثم الابتداء بأول السـورة .
    4. وصـل الجميــع : أي وصـل الاستعاذة بالبسملة بأول السورة .
  2. الابتداء بأول ســورة بـراءة فليــس فيــه إلا وجهــان :
    1. الوقوف على الاستعاذة ثم الابتداء بأول السورة من غير بسملة .
    2. وصـل الاستعاذة بأول السورة من غير بسملة .

إفراد الاستعاذة بعد أول سورة[عدل]

وهذا إذا كان القارئ مبتدئاً من أثناء السورة سواء كان الابتداء من أول الجزء أو الحزب أو الربع أو غير ذلك . والمراد أثنـاء السورة ما كان بعيداً عن أولهـا ولو بآيـة وللقارئ حينئذٍ التخيير في أن يأتي بالبسملة بعد الاستعاذة أو لا يأتي بهـا.

والإتيان بالبسملة أفضل فإن أتى بالبسملة فله الأوجه السابقة وإذا لم يـــأت بالبسمـلة بعد الاستعاذة فللقارئ حينئذٍ وجهـان :

  1. الوقف على الاستعاذة ثم الابتداء بأول الآيـة.
  2. وصـل الاستعاذة بأول الآيــة.

حالات الوقوف على الاستعاذة[عدل]

  1. وجــه الوقف علـى الاستعاذة ثم الابتداء بأول الآيـة هو المقـدم و الأولى خصوصـاً إذا كان أول الآية اسماً من أسماء الله تعالى أو ضميراً يعود إليـه سبحـانه أو إلى رسوله صلى الله عليه وسلم ويتأكد عند ذلك الإتيان بالبسملة.

مثـل :{الرَّحمنُ عَلى العرشِ استَوى} . (طه -5). {وعنده مفاتِح الغيب لا يعلمها إلا هو} .(الأنعام -59) {إِليـهِ يُرد علم الساعة} .(فصلت -47). {محمد رسول الله} .(الفتح -29).

  1. عند الابتداء من أثناء سورة البراءة ففيه التخيــيــر السابق في الإتيان بالبسملة أولاً , وذهب بعض العلماء إلى منع البسملة من أثنائها كمـا مُنعت من أولها.
  2. إذا قطع القارئ قراءته ثم عاد إليها :
    1. إذا كان السبب اضطراريا كعطاس أوسعال فلا يعييد الاستعاذة .
    2. إذا كان أمراً أجنبياً عن القراءة ولو رد للسلام يعيد الاستعاذة .

المراجع[عدل]

  1. غاية المريد في علم التجويد ,المؤلف: عطية قابل نصر, ص44
  2. كتاب "الإضاءة في أصول القراءة" للشيخ علي محمد الضباع، ص6